فوائد علم أصول الفقه
فوائد علم أصول الفقه
وفوائد هذا العلم تختلف باختلاف مراتب الناس في علوم الشريعة وطبقاتهم فمنهم مجتهدون ومنهم مقلدون.
ثم إن المجتهدين على مراتب وقد صنفهم علماء الأصول إلى ثلاث مراتب :
١- المجتهد المطلق:فهذا العلم آلته الأساسية في اجتهاده في استنباط الأحكام ، منه يبدأ وإليه يعود، وفي ضوئه يسير، وعلى متن جواده يقطع الفيافي، وهذه المرتبة قد قسمها بعض الأصوليين إلى مستقلّ كالأئمة الأربعة وأضرابهم، وغير مستقلّ كتلامذة الأئمة الأربعة ومن لحق بهم.
واستنباط الأحكام هو الغاية القصوى لهذا العلم؛ ولذلك اقتصر عليه كثير من العلماء في كتبهم ولم يزيدوا عليه غيره.
ولعل هذه المرتبة هي المشار إليها في قول النبي-صلى الله عليه وسلم-فيما أخرجه الشيخان من حديث النعمان بن بشير-رضي الله عنهما-:(إن الحلال بين وإن الحرام بين، وبينهما أمور مشتبهات، لا يعلمهن كثير من الناس) فمفهومه المخالف أن قليلا من الناس يعلمهن وهم المجتهدون،قال الإمام ابن رجب الحنبلي فى جامع العلوم والحكم في شرح هذا الحديث -وهو الحديث السادس-:(وأما الراسخون في العلم فلا يشتبه عليهم ذالك، ويعلمون من أي القسمين هي،........... وبنحو هذا المعنى فسَّر المشتبهات أحمد وإسحاق وغيرهما من الأئمة).
٢-مجتهد التخريج:فبهذا العلم يتصرف في إلحاق المستجدات بمنصوص الأئمة، وتعديل بعض الأحكام إذا تغير مناطها.
٣-مجتهد الترجيح: فهذا العلم ملاذه الأقوى في سبر الأقوال واختبارها، وكشف سقيم الآراء من صحيحها، وبه يبين راجح المذاهب من مرجوحها.
أما المقلدون:فلعلم أصول الفقه فوائد كثيرة في حقهم، منها :
١-الارتقاء بمن هو في الدرجة المتوسطة بين التقليد والاجتهاد-وهذه المرتبة اعتبارية-حتى يصل إلى درجة الاجتهاد.
٢-اطمئنان المقلد إلى ما قلد من أحكام.
٣-معرفة أسباب اختلاف العلماء، والتماس الأعذار لهم في اختلافهم في مسائل الاجتهاد.
وقد ذكر شيخنا أ. د. محمود عبد الرحمن في كتابه( دروس في تاريخ علم أصول الفقه)ص٥٧-٥٨ أربعة عشر فائدة لعلم أصول الفقه ثم قال :
(وينبغي أن يعلم أن هذه الفوائد إنما هي على سبيل الإجمال، وبالنظر نجد أن كل موضوع من موضوعات الأصول له قيمته العلمية والفكرية عموما، وفوائده وثمراته التفصيلية خصوصا، وكل مسألة من المسائل الأصولية لها فوائدها وثمراتها المستقلة بها)وقد سمعته غير مرة يقولها. والله الموفق للصواب بمنه.
Comments
Post a Comment