مقاصد الشريعة
مَقاصِد الشَّريعَةِ والضرورات الخمس جُمِعَت
في هذه الآية الكريمة :
————————————————————-
( يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِىُّ إِذَا جَآءَكَ ٱلْمُؤْمِنَٰتُ يُبَايِعْنَكَ
عَلَىٰٓ أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِٱللَّهِ شَيْـًٔا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ
وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَٰدَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَٰنٍۢ يَفْتَرِينَهُۥ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ
وَلَا يَعْصِينَكَ فِى مَعْرُوفٍۢ ۙ فَبَايِعْهُنَّ
وَٱسْتَغْفِرْ لَهُنَّ ٱللَّهَ ۖ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )
ففي هذه الآية العظيمة نستخرج الضرورات الخمس منها:
حفظ الدين، لقوله تعالى:{لا يشركن بالله}.
حفظ النفس، لقوله تعالى:{لا يقتلن أولادهن}.
حفظ النسل، لقوله تعالى:{ولا يزنين}.
حفظ المال، لقوله تعالى:{لا يسرقن}.
حفظ العقل، لأنَّ من يقوم بذلك فعقله صحيح راجح،
ومن فعل خلافه فعقله فاسد طالح.
أولا: تعريف مقاصد الشريعة:
1-لغة: المقصد هو الهدف والغاية.
2-اصطلاحا: الأهداف التي قصدها الشرع لتحقيق مصلحة الإنسان وسعادته في الدنيا والآخرة.
☑ملاحظة: المقصد العام للتشريع الإسلامي: هو تحقيق مصالح الخلق من خلال جلب المنافع ودفع المفاسد.
ثانيا: أقسام مقاصد الشريعة:
1-المقاصد الضرورية:
أ-تعريفها: هي المصالح التي تقوم عليها حياة الناس، بحيث إذا فُقدت حلَّ الفساد والهلاك واختل النظام، وهي الكليات الخمس، أو الضروريات الخمس.
ب-أنواعها والتمثيل لها:
✓حفظ الدين: حافظت الشريعة عليه فأمرت بالإيمان والعبادات، وحرمت الشرك، وشرعت حد الردة.
✓حفظ النفس: أباحت الشريعة الأكل والشرب، ونهت عن القتل، وشرعت القصاص.
✓حفظ العقل: أمرت الشريعة بإعماله في العلم، ونهت عن ما يُفسده كشرب الخمر، وشرعت حد شارب الخمر.
✓ حفظ النسل: شرعت الشريعة الزواج، ونهت عن الزنى، وشرعت حد الزنى والقذف.
✓ حفظ المال: أباحت الشريعة البيع، وحرمت الربا، وشرعت حد السرقة.
2-المقاصد الحاجية:
أ-تعريفها: هي المصالح التي ترفع الحرج على الناس وتوسع عليهم حياتهم، بحيث إذا فُقدت وقع الخلق في مشقة وضيق. كالرخص الشرعية (الإفطار والقصر والجمع للمسافر، التيمم للمريض...)، التوسع في المعاملات المالية كالقرض والإجارة والشركة.
3-المقاصد التحسينية:
أ-تعريفها: هي المصالح التي تكمّل وتجمّل وتحسّن حياة الناس، بحيث إذا فُقدت لم يقع الخلق في هلاك، ولا في مشقة، كآداب الأكل، سِتر العورة، الطهارة، الوقف، الهبة...وجميع الأخلاق (الأمانة، التواضع، الحياء، الصبر، الرحمة....)
ثالثا: أهمية ترتيب مقاصد الشريعة:
1-ترتيب أقسام مقاصد الشريعة فيما بينها: عند التعارض تُقدَّم الضروريات، ثم الحاجيات، ثم التحسينيات.
2-ترتيب الضروريات الخمسة فيما بينها: عند التعارض يقدّم الدين، ثم النفس، ثم العقل، ثم النسل، ثم المال.
ملاحظة: الفائدة من جعل المقاصد متفاوتة في الدرجة وليست في رتبة واحدة: يُستفاد من ذلك عند تصادم وتعارض المقاصد، فتُقدم وتُرجح المصلحة الأقوى في الدرجة.
أ. عبدالحق موسلي
Comments
Post a Comment